بوجة: الحكومة فاقدة للبوصلة.. وأزمة التعليم كانت تستوجب استقالتها
قالت ربيعة بوجة، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إن الأزمة التي شهدتها منظومة التربية والتكوين، وتوقف المدرسة العمومية لأزيد من ثلاثة أشهر، كانت تستدعي من الحكومة تقديم استقالتها، بعد اعتدائها على الشغيلة التعليمية.
ونبهت بوجة خلال جلسة الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، الموجهة لرئيس الحكومة، الاثنين 05 فبراير 2024، إلى أن موضوع التعليم يأتي في المرتبة الثانية بعد الوحدة الترابية، لما له من دور في بناء الفرد والمجتمع ونشر القيم الانسانية والمساهمة في التنمية البشرية.
وأضافت، المعلم الذي صدق فيه قول الشاعر “قف للمعلم وكفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا”، نجد أن هذه الحكومة حولته إلى “كفه التنكيلا والتوقيف”.
وشددت عضو المجموعة النيابية أن جلالة الملك كان واضحا حين قال كفى من الإصلاح وإصلاح الإصلاح، غير أننا نسجل أن الحكومة فاقدة للبوصلة، وعنوان ذلك البارز هو الارتباك، لأنها قطعت مع المرجعيات المؤطرة للتربية والتكوين.
وتساءلت بوجة: “أين استراتيجية منظومة التربية والتكوين؟ أين القانون الإطار، الذي تتعاملون معه بانتقائية، رغم أن جلالة الملك جعله ملزما للحكومات المتعاقبة”.
وتابعت مخاطبة رئيس الحكومة: “التزمتم في برنامجكم بأن تجعلوا تصنيف المغرب في المرتبة 60 عالميا، لكن يظهر أننا ستكون في آخر المصاف، وتعهدتم في حملاتكم الانتخابية ورفعتم السقف، وقلتم بزيادة 2500 درهم للأساتذة، ورفع الحد الأدنى أجور الأساتذة إلى 7500 درهم، وعقدتم 30 اجتماعا وأمضيتم سنتين من الاجتماعات مع النقابات، ثم تبخر كل شيء والازمة ما تزال مستمرة”.
وأكدت بوجة أن الحراك اليوم بالتعليم تتحمل الحكومة مسؤوليته الكاملة، نتيجة خلق انتظارات وهمية، والتي انقلبت عليها بنظام المآسي الذي عنوانه التبخيس والتدليس.
وللأسف، تردف عضو المجموعة النيابية، علقتم فشل المنظومة على الأستاذ، صحيح أن الأستاذ هو الحلقة المحورية إلى جانب التلميذ، لكن موقفكم كان النقطة التي ضربت الإصلاح في مقتل، الأمر الذي مهد لمسلسل من الأعطاب المتتالية.
وأردفت، في المقابل لم تجيبوا عن أسئلة المناهج والبرامج والأفق التربوي والبيداغوجي، وعدد من أسئلة الحكامة التربوية والمالية والتدبيرية، بل لجأتم إلى المقاربة الأمنية، والتي تبدو سهلة ولكنها صعبة كثيرا، لأن منطق الغلبة والاستقواء جركم للمواجهة مع نساء ورجال التعليم.
وذكرت النائبة البرلمانية أن التعليم الذي هو وظيفة نضالية، أهم شرط لنجاحه هو الكرامة، والتحفيز والتقدير والثقة، وليس العقوبات والاقتطاعات والتوقيفات لإخراس الأصوات الحرة، والمجالس التأديبية لـ “إعادة الترابي”.
وشددت بوجة أن ما تقوم به الحكومة هو “قصف للشغيلة التعليمية، ونسف وخسف بالمنظومة التربوية، ونسف أيضا لكل جهود إعادة الاعتبار للمنظومة التربوية”.