aliexpress

محمد عصام يكتب: العدالة والتنمية وإيران وعصابة “كلنا إسرائيليون”

محمد عصام يكتب: العدالة والتنمية وإيران وعصابة “كلنا إسرائيليون”

اخبار ایران,اخبار غزه,اخبار فارسی,اخبار غزة,اخبار,اخبار صبحگاهی,اخبار مصر,اخبار فوری,اخبار اليوم,اخبار مصر اليوم,اخر الاخبار,اخبار عالم,الاخبار,اخبار مصرية,اخبار سياسة,اخبار مباشر,اليوم اخبار,اخبار العالم,اخبار مباشرة,اخبار التعليم,اخبار الاسعار,اخبار مصر الان,اخر الاخبار اليوم,اخبار المعاشات,اخبار الاقتصاد,اخبار العراق اليوم,الاخبار المحلية,أخبار,اخبار ۲۰۳۰,اخبار تازه,اخبار اليمن,اهم الاخبار اليومية,اهم الاخبار

محمد عصام

لم أكن أتخيل في يوم من الأيام، أنه في المغرب يمكن أن تتعرض قضايا من حجم قضية فلسطين والاصطفاف مع كل من يناصرها، للتشكيك أو حتى المناقشة.
فأنا أنتمي إلى جيل تعلم أن النضال لا يتم إلا عبر بوابة فلسطين ونصرة كل القضايا العادلة والإنسانية، تعلمنا ذلك في دور الشباب، وفي محاضن الأحزاب الجادة، وفي الأنشطة المدرسية في الثانويات والإعداديات، وزدنا تعلقا بهذه القضايا ونحن طلاب جامعات، حتى صارت هذه القضايا هي المحرار الذي نقيس به نضالية الأفراد والهيئات، والمحدد الأساس الذي به نحسم التموقعات والاصطفافات.
واليوم وأنا أرى صواريخ إيران تدك تل أبيب وتزرع الرعب والموت في أرجاء فلسطين التاريخية المحتلة ردا على العدوان الصهيوني على أراضيها وشعبها وقياداتها وعلمائها ومقدراتها، وتذيق أولئك الذين زرعتهم الإمبرالية الغربية في خاصرة الوطن العربي، من كأس الخوف والهلع التي سقوا منها الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق التاريخي على مدى أزيد من سبعين سنة، فالأمور بالنسبة لي واضحة وضوح الشمس في الظهيرة، والموقف الذي يفرضه علي واجب الوقت هو التضامن مع إيران في صد العدوان الإرهابي التي تعرضت له من الدولة المارقة، دولة الاحتلال التي تشتغل بأسلوب العصابات بتواطؤ مع دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل عجز وانهيار للمنظومة القانونية الدولية بمختلف مؤسساتها وهياكلها.
الموقف السليم الذي يقتضيه الدين والسياسة والوقائع الجارية والتاريخ والمصلحة الوطنية أيضا هو أن نكون بجنب إيران في مواجهة هذا الكيان المجرم الذي يوغل في سفك دماء الأبرياء وتجويعهم في غزة والضفة الغربية ويعتدي على سيادة دول شقيقة كلبنان وسوريا والعراق واليمن.
والذين يزايدون على العدالة والتنمية في موقفها هذا الواضح والمستند إلى الشرعيات المذكورة آنفا، هم نفسهم الفريق الذي اقترف جرير “كلنا إسرائيليون”.
وهؤلاء حين يستدعون موقف إيران من الوحدة الترابية ويزجون به في مقاربة نازلة العدوان على إيران من طرف الكيان الإجرامي الصهيوني، فإنهم بصريحة العبارة يقومون بـــ “تخلاط العرارم” ويمارسون “السماوي” للتغطية على الوقائع الواضحة والتلبيس على الناس.
فلا أحد من المغاربة يقبل من أي جهة كانت أن تمس ملف وحدتنا الترابية بما يناقض أو يزايد على الشرعية التي نستند عليها في وجودنا وفي امتدادنا في التاريخ وفي استشراف مستقبلنا وغدنا، وموقفنا من إيران بخصوص هذا الموضوع لا نقبل أن يزايد علينا فيه أحد، خصوصا من تلك الفئة التي باعت شرفها قبل ضميرها لخدمة أجندة الصهينة والعمالة لها، وهي اليوم لا تسحيي في الإفصاح عن ذلك بل تتباهي به، في اعتقاد منها وبوحي من أسيادها، أن الوضع قد دان للصهيونية العالمية واستقر لصالحها.
إن محل التنازع اليوم، ليس هو موقف إيران من الوحدة الترابية، وليس هو أجندة تصدير التشيع أو حتى الأطماع التوسعية وخلق مناطق النفوذ، ونحن واضحون في إدانة ذلك ورفضه بقوة وبما يقتضيه الامر من وضوح ومبدئية.. محل التنازع هو هل نكون مع دولة مارقة معتدية مجرمة، لديها أجندة تخريبية لا تخفيها في إعادة تشكيل خارطة المنطقة بما يخدم مصالحها الهيمنية والتوسعية، ويعمق التجزئة وسياسة الإضعاف والتبعية والاختراق في المنطقة؟
أم نتضامن من منطلق إنساني وديني ومصلحي أيضا، مع من يتصدى لهذه الأجندة، ويقاومها بما يخدم أولا مصالح المنطقة في مواجهة التغول والاختراق الصهيوني ويضع حدا لأطماعه وأجنداته التخريبية في المنطقة والتي لم يعد يخفيها بل إنه يفاخر بها ويعلنها أمام الملأ.
وثانيا بما يخدم قضية إخوتنا في غزة في محنتهم جراء حرب الإبادة والتجويع الذي يمارسه كيان الاحتلال الإجرامي في حقهم منذ أكثر من 600 يوم، وما زال مستمرا فيه إلى اليوم، في ظل تقاعس المنظومة العربية والإسلامية الرسمية، وتخاذل المجتمع الدولي وعجزه.
بالنسبة لنا الأمور واضحة جلية إلا لمن أبى.
والزج بموضوع موقف إيران من الوحدة الترابية، وهو موقف مدان وبإجماع المغاربة، لا يمنع من التضامن معها ضد عدوان مجرم كامل الأوصاف وبكل المرجعيات القانون الدولية المعتمدة في هذا الباب، إلا إذا كان “الهوى الصهيوني” الذي يسكن هذه الفئة فوق كل المرجعيات والقوانين.
فالمغرب رسميا ورغم احتضان الجزائر لمنظمة البوليساريو ودولتها الموهومة على أرضه، وقيامها جهارا نهارا وفي مختلف المؤسسات الدولية والإقليمية بدعمها والعمل على تيسير تغلغلها ومضايقة المغرب بشتى الوسائل الناعمة والخشنة، ورغم تسلحيه لمليشياتها التي خاضت حربا مريرة لم تتوقف إلا سنة 1991، قبل أن تتجدد المناوشات ودائما بدعم وضوء أخضر من الجزائر بعد تحرير معبر الكركرات سنة 2020، ورغم كل هذا فإن صاحب الجلالة وفي كثير من المناسبات يجدد دعواته ويمد يديه للمصالحة وفتح الحدود وبناء علاقات جديدة يقتضيها منطق الجوار والدين والعقيدة.
نفس الأمر مع دول أخرى مساندة وداعمة للبوليساريو وعلى رأسها دولة جنوب إقريقيا.
الخلاصة أن زمرة “كلنا إسرائيليون” لا يقرأون المصالح إلا من خلال نظارات صهيونية، أصبحت مكشوفة للجميع، ولا تحركهم الغيرة على الوطن ولا الدفاع عن وحدته الترابية، بقدر ما تحركهم الرغبة في خدمة أسيادهم و “موظفيهم أو مسخريهم ” في أجندة الاختراق الصهيوني للنسيج الوطني المغربي.
ولهذا لم نفاجأ بتاتا من حرب الشيطنة التي يوقدون نارها ضد حزب العدالة والتنمية، ويسخرون لها أدواتهم الوظيفية في الإعلام وغيره، ولهذا نرى اليوم هذا التكالب على الحزب من خلال نفس الوجوه القاتمة والتي تكتب من محبرة واحدة وتتلقى التعليمات والتوجيهات من غرفة قيادة صهيونية واحدة.
كنا نعرف منذ اليوم الأول أي منذ يوم الجمعة، أن هذه الفئة ستنحاز إلى أولياء نعمتها وسبب وجودها، أي حركة التصهين العابرة للقارات، وأنه من المستحيل على هؤلاء أن ينحازوا لمصالح أمتهم ووطنهم، وعلى الأقل أن ينحازوا للحق وللشرعية الدولية، إزاء عدوان غاشم وغادر ضد سيادة دولة مستقلة اسمها إيران، فهؤلاء لا يملكون قرارهم لأنه بكل بساطة قرارهم وموقفهم يوجد في تل أبيب ويصنعه مجرمو الحرب، النتن ياهو ومن معه في عصابته الإجرامية.
فلا حاجة للمغاربة ونحن جزء منهم، لمن باع شرفه للصهاينة، لكي يعلمنا الوطنية والدفاع عن الوحدة الترابية، وأن آخر من يحق له الحديث عن الوطنية والوحدة الترابية هم هؤلاء الشرذمة، فمن يخدم أجندات الإضعاف وتجزئة المجزأ الصهيونية، لن يخدم بالتأكيد ملف وحدته الترابية.. والزمن كما يقال كشاف.



Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url
aliexpress
aliexpress
aliexpress